(( اخبـــــــار حلــــــوان ))

اهلاً وسهلاً بك زائرنا العزيز هذة الرسالة تفيد بانك غير مسجل وندعوك للتسجيل فى المنتدى وشكراَ
(( اخبـــــــار حلــــــوان ))

اهلاً وسهلاً بك زائرنا العزيز هذة الرسالة تفيد بانك غير مسجل وندعوك للتسجيل فى المنتدى وشكراَ
(( اخبـــــــار حلــــــوان ))
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

(( اخبـــــــار حلــــــوان ))

(( زمن التغيير ))
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 على مائدة الفِكر الأعوج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 464
تاريخ التسجيل : 09/10/2010

على مائدة الفِكر الأعوج  Empty
مُساهمةموضوع: على مائدة الفِكر الأعوج    على مائدة الفِكر الأعوج  Icon_minitimeالأحد مايو 13, 2012 11:37 pm

على مائدة الفِكر الأعوج  Alsailiyaclub-5ac4011133


في خِضمّ الحياة وفضاءتها المتنوعة والمتجددة والجديدة؛ نلاحظ تنوع طبيعي في ردود الأفعال والتعامل مع الأحداث, وبين ممارسات متميزة وممارسات مقبولة وممارسات مرفوضة ومقزّزة, لابد لنا أن نُميز الطيّب من الأطيّب فضلاً عن التميز بين الطيّب والخبيّث.

ولا يخفى على ذي لُب أن الكثير من المعايير -للأسف- تبدلت وأنحطت؛ لأنها حصاد ذلك الفِكر الأعوج, وهي قد تطرأ لدى كل فرد مهما كان مستقيماً حكيماً فالظروف والأحوال والضغوط تقود -أحياناً- إلى ما لا نرغب وما نرفض؛ فعلى الفرد أن يُقاوم ويُجاهد ويجتهد في دفع الخبيث بالطيب مُستعيناً بالله, وتبقى المصيّبة وكل المصيّبة هو أن يأخذ الفرد بهذه الأساليب الفكرية العوجاء ويجعلها أسلوب حياة وديدن يُعرف به, وهذا مثلما ينطبق على الجماعة أو الدولة أو أعظم من ذلك أو أصغر مثلما ينطبق على الفرد تماماً.

ويتجلى نتاج الفِكر الأعوج كفعل, ويتجلى كردة فعل لفعل مُعين, والأمثلة القادمة في هذا الطرح البسيّط ستوضح الكثير بإذن الله, ومثلما ذكرت آنفاً أن مثل هذه الأساليب قد يحتضنها فرد أو مؤسسة أو دولة أو غير ذلك, وقصدّتُ أن أجعلها بلا تشخيص أو إشارة لفرد أو فئة مُعينة؛ لأني مؤمن أن مثل هذه النماذج تتعدّد في كل مكان, وتتكرر على مرّ الزمان, فمن غير الإنصاف تحجيمها؛ فيحدث ظُلم للفِكرة وللمشار إليه, والله وليّ التوفيق.

على مائدة الفِكر الأعوج !

أن يعتقد المرء أن كل ما يصل إليه إجتهاده وتأمله حقّ, ويُمارس الإقصاء مع كل من خالفهُ في رأيّه وإن كانوا أكثر منه علماً وحكمة وتخصّصاً, ويتحدث وكأنه الوكيل والمتحدث الرسمي للحقّ والصواب, ويرميّ المُخالفين بأبشع الأوصاف (غباء, نفاق, أهداف خفيّة), ويتعامل مع كثير من الأحداث وكأن لديه أشعة خارقة تكشف النوايا في قلوب الأموات فضلاً عن الأحياء -لا أدري من أين من كان كذلك كل هذه القُدرات-, وحديثهُ دائماً حلبة مُصارعة يكثر فيها الضرب تحت الحزام, بلا إحترام ولا تقدير للمُخالفين أو المستمعين.

والأصح أن يؤخذ في عين الإعتبار الإختلافات في البُنية العقلية والمنطلقات الفِكرية والخلفيات المعلوماتية, ويكون الحوار بحثاً عن الأصوب مع الإحترام للمكانة العلمية والتخصّصات وحسن الظن في النوايا والمنطلقات, ويكون حواراً بمعنى الكلمة لا مُصارعة حلبات.

على مائدة الفِكر الأعوج !

الجمهور في كثير من الأحيان يتعامل مع الآراء والإجتهادات بأسلوب المُدرجات الجاهلية؛ فتجد هذا يتعصب لعالِّم أو سياسي أو حِزب أو رأي -بذات حينما يُمارس الفرد المقصود بهذا التعصّب الأسلوب المذكور في المحتوى السابق-؛ فتجد جمهور هذا يرمي جمهور ذاك بأقبح الأوصاف وجمهور ذاك يرمي جمهورهذا بمثلها أو أكثر منها إنحطاط, فلا يحفظ هذا لذاك حقّ الإختلاف, ولا يحفظ ذاك لهذا حقّ الأخوّة أو حتى حق الإنسان.

على مائدة الفِكر الأعوج !

أن يُعجب المرء بذاته وملكاتّه؛ فينسب كل خير ونِعمة وإنجاز لنفسه دون إستحضار الفضل والتوفيق من الله, ودون حفظ المعروف للأخرين الذين أعانوه, وإن فشل يرمي كل أسباب الفشل بعيداً عن نفسه؛ فلا يسلم منها أحداً من حولِه.

والمفترض أن يجتهد الإنسان بإخلاص ويستحضر التوفيق من ربّ الأرض والسماء ويحفظ المعروف لكل من ساعده بحبور, وإن تعرقل لسبب أو لأخر؛ فلينظر في تقصيره أولاً ومن ثم في الظروف المحيطة؛ ويلتمس الدروس من النجاح والإخفاق بذكاء.

على مائدة الفِكر الأعوج !

أن يُسمى التبذير كرم أو أن يُسمى البُخل إقتصاد.

الكرم يتجلى في صور كثيرة, ولكن أن يعيش الفرد بإسراف في محورهِ الشخصي, ويُبالغ في المناسبات عن حد الكرم؛ بل حد المعقول, فهذا -عفواً- ليس كرماً على الإطلاق.

والإقتصاد ليس أن تتجنب كل أنواع النِعم التي حولك, وتبالغ في عدم الصرف على القريب والبعيد.

وفي الجمع بين الكرم والإقتصاد نجد أننا نستشعر المسؤولية نحو المجتمع ونهتم لشأن الجميع؛ فلا نُسرف بلا حساب, ولا نقتصد حد البُخل المقيت؛ فيفيض لدينا بعض المال لنصرفه في مكانه الصحيح في قضايا الأمّة وأفرادِها المُحتاجين.

على مائدة الفِكر الأعوج !

العيش في سجن أخطأ الماضي, والتعذر عن التصويب والتغير للأفضل بحُجة محتوى الأقدم, وكأن في الأرض كائن بلا زلات.

والأسواء من ذلك تعامل بعض الأفراد مع التغير وكأنه حرام؛ فصنعوا من الفضيلة رذيلة وهميّة تخلوا من كل حكمة وفطنة, مع أن الأصل في هذا ديمومة التغير إلى الأفضل والتعلم من الأخطاء واليقين بالتقصير والذنب في كل لحظة وعلى مرّ الزمان.

ولا تستغرب من أولئك قليل الحِكمة والحُسّاد الذين إذا ما وجدوا شخصاً تاب من معصية أوتغير إلى الأفضل وصلح وأستنار؛ حتى قالوا لقد كان وكان رميّاً هدفه الإستنقاص, وهم بذلك الحال يعظموه بلا قصد, وكلامهم لا يجد القبول إلا في دائرة المرضى والعياذ بالله.

وبشكل مُعاكس أعوج آخر إن وجدوا شخصاً كان على صلاح وخير وتغير إلى شرّ وفساد؛ قالوا لقد كان وكان مدحاً وإلتماساً للأعذار, وكأن الشخص بماضيه وليس بحاضره, ولكن لا غرابة في كل هذا فالإعوجاج يأتي بأكثر من هذا.

على مائدة الفِكر الأعوج !

أن يتحجّج البعض بسوء وضع الأمّة أو المجتمع أو أصغر من ذلك بإجحاف؛ ليخلقوا لأنفسهم أعذار لكسلهم وخمولِهم, ولنفترض أن ما يُدندنوا به صحيح وحقّ، فهذا يعني مزيد من الجُهد والعمل والمُثابرة وليس العكس على الإطلاق، ولنتذكر دائما أن المحاسبة في الآخرة فردية وليست جماعية.

ولكن هي هكذا النفوس الضعيفة تُحب أن ترمي بالمسؤولية يمين ويسار, وتتظاهر بأنها مغلوب على أمرِّها, وإن أحبّبت أن تجد شاهداً لهذا فلك أن تنظر للأطروحات أو البرامج الثقافية والإجتماعية؛ ستجد أن المواضيع ذات الطابع التطبيقي الموجّهة للفرد -أي التي تبدأ من الفرد- ليس ذات شعبيّة كبيرة, بينما المواضيع التي تُخاطب المسؤول أو الجِّهة أو المجتمع ذات شعبيّة منقطعة النظير.

وهُناك ثُلة لا تخلوا منها أرض ولا يخلوا منها زمان, مُحترفين في خلق الأعذار وزرع اليأس في النفوس, ولو كان خلق الأعذار وزرع اليأس تخصّصاً يُدرس؛ لكانوا هم المُمنهجين والمُعلمين, ولو كان تجارة؛ لكانوا هم قادة السوق والمتحكمين, ولو كان عبادة؛ لكانوا من الصالحين المُصلحين, وبما أنهم عكس الأخيرة؛ فهم يعدّوا بلا أدنى شّك من المُفسدين.

على مائدة الفِكر الأعوج !

الإنخداع بالأسلوب وجاذبية الخِطاب, وعدم النظر في لمحتوى والمنهجية والأداب؛ فيُقبل الخبيث لجمال بدلتِّهِ ويرفض الطيّب لتواضع ملبسِّهِ, وبين المحتوى والأسلوب علاقة تكاملية, فتواجد الأول مع الثاني كمال, وتواجد الأول بلا الثاني ليس إشكال, أما تواجد الثاني بلا الأول يؤدي إلى الهلاك.

ولنتذكر دائماً: أن يتميزّ الشخص بأسلوب جذاب ماتِع في الخِطاب؛ يتطلب منا حضور ذهني أعلى لنحكم على ما يطرح؛ فقدرته على التضليل والتشويش لا تقل عن قدرته في التنوير والتوضيح.

على مائدة الفِكر الأعوج !

في ظِل الفتن والأزمات التي تنهال علينا, يأخذ البعض الحماس وحُب الجمهرة وعدم المسؤولية؛ فيتناقلوا الأخبار والتحليلات -التي تخصّ شأن أمّة- بلا تثبّت ولا إستقرأ فتأجّج ولا تُهدّي, ويُحملوا الأحداث ما لا تتحمل ويلزموا ويزيدوا ويهاجموا وقد يتحولوا في نهاية الأمر -بعلم أو بدون- إلى مسعِّرين بين الإخوّة.

وينسوا أو يتناسوا أن أخوّتنا في الإسلام أعظم من إنتماءاتنا الوطنية، وأكبر من الحدود الإقليمية، وأجل من أن تُهزّ بسبب عقليات وإنفلاتات المتربصين والجهلة.

ولنجعل قول الله سُبحانه وتعالى نبراساً لنا في هذا: (( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)).

على مائدة الفِكر الأعوج !

تجد فئة من الناس منهجّها التحامل وعدم الإنصاف, والربط الغير منطقي بين الأحداث والأشخاص والأفكار؛ لإثبات أن هذا الشخص أو الجهة أو الدولة ليست على حقّ بالكُليّة؛ فتُخلط الأمور خلطاً مُنحط؛ فيتم التغافل والتقليل لكل عمل صواب, ويتم الترصد والتهويل لكل الأخطأ, وحتى في قمة الحسنات يتم التقليل من شأنها بدخول في النوايا والتحليل إعتماداً على أوهام أو ربط يفتقد لأدنى عدل مطلوب.

وبشكل مُعاكس تماماً تجد فئة أخرى منهجّها التطبيل وعدم الوضوح, ومحاولة إخفاء الحقائق لأسباب في أغلبها أوهام؛ لإثبات أن هذا الشخص أو الجهة أو الدولة على حقّ بالكُليّة؛ فتخلط الأمور خلطاً مُنحط؛ ليستفيد البعض بلا ضمير, ويعيش المقصود في غفلة وكِذبة صُنعت بمباركة منه.

وكلاهما وجهان لعملة واحدة, ولكن المُحنّك يستفيد من الأول والثاني بالأخذ بجيدية مما أصابوا فيه, ولا يستميل للثاني ويعرض عن الأول؛ ويلتمس الحكمة من الفئة الثالثة التي تُنصف ولا تتحامل لأي سبب.

ويظل للأسف الكثير لديه هوس وخوف ممن ينتقد من أجل الإصلاح, ولكن على كل حال فمن أراد الإصلاح فليعمل له؛ لتضيق الدائرة على المُفسدين؛ فإما أن ينصلحوا وإما أن ينقرضوا.

على مائدة الفِكر الأعوج !

بإسم الحرية والإبداع نفجع من فترة لأخرى على بعض المقولات أو الكتابات البعيدة كل البُعد عن ميزان العقل والإحساس, والتي والذي نفسي بيدّه لو أن لها ريحاً؛ لوجدنا أن الأرض تضيق بالعباد من عفن رائحة تلك المقولات والكتابات, فلا ندري عن أي حُرية يتحدثون أو ما هو الإبداع الذي يدّعون, وما هو إلّا تقفاز وتسلق الأقزام؛ من أجل شُهرة رخيصة لها مليون طريق -أقل من هذا جنوناً-.

والحرية والإبداع لم تكن يوماً من الأيام بهذا الشكل, ولكن هو التشويه الناتج من عوج وفساد الفِكر, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا.

على مائدة الفِكر الأعوج !

التصور بأن الحِكمة هي المرونة والتكيّف مع أي حال, دون إعتبار لما يُرضي الله, ولا إتباع لمنهج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فتجد الكثير يدعي الحكمة؛ لأنه مرن, وأنه لا يواجه التحديات, وأنه يرضخ لكل جديد أو كل ما يحتاج لجُهد جهيد لدفعه؛ فحالهم عن الحكمة بعيد, وجُل أمرهم تهريج.

فالحكمة تتنوع في التعامل مع كل ما يدور حولنا, فهناك مواقف تقتضي المرونة, ومواقف تقتضي الثبات, ومواقف تقتضي الصمت, وعدد وزيد في ميدان الحكمة وسيع.

ولُب الحكمة ورأسِّها أن تكون في إطار ما يُرضي الله -سُبحانه جل في علاه-, وإتباعاً لمنهج نبينا عليه الصلاة والسلام.

على مائدة الفِكر الأعوج !

أن نُربّي أبنائنا -ونحن بذلك نُعد الجيل الجديد- على الخوف من الناس وماذا يقول الناس وكيف تُرضي الناس؛ فنصنع منهم قشر بلا لُباب, وظاهر بلا باطن, وحديث بلا محتوى.

فماذا ستكون الحصيلة إلّا حسافّة وندم, وتوريث الخلل, وإنتقاله من جيل إلى جيل, بلا مسؤولية ولا تعديل.

فالنحرص على التربية الصحيحة التي تجعل رضا الله فوق كل إعتبار, تصنع جيلاً قوي حكيم رائد.

على مائدة الفِكر الأعوج !

البعض يتفح الله عليه بسِعة الإطلاع والإهتمام؛ فيُلمّ بما يجهل الأخرون, ولكن في ذات الوقت يخشى أن يتحدث أو يعمل بإجتهاد في تصحيح بعض الأخطأ؛ لأنه سيُهاجم بفكِر أعوج يتهمهُ بالثرثرة وحُب الحديث في أي شأن؛ فيعيش دوماً على الهامش دون حراك, وهذا عوج يُقابل بعوج مِثلُه.

فقط تحدث وأعمل بما فتح الله عليك, وراقب الله ولا تُراقب الناس, وألتمسّ الأجر من الله وليس من الناس, وإذا كان من ينتقدك جاهلاً؛ فأنت لست مسؤولاً عن جهله ولا عن ردة فِعله؛ فقط عليك بنفسِّك وبِفعلِك وإجتهادِك.

ولا تكترث للمُعكِّرين, فالحياة فرصة للعطاء في كل إتجاه, وكم من شخص يفيض عطاءاً هُنا وهناك, وآخر على الهامش بلا حراك, فلربما شهر من حياة الأول تعادل سنوات من حياة الثاني, ولربما ساعة من حياة الأول تُعادل شهور من حياة الثاني أو أقل أو أكثر في إطار العطاء والإنجازات.

على مائدة الفِكر الأعوج !

البعض مُصاب بمرض الحسد؛ فلا يجد شخصاً عاملاً إلّا قلّل من شأنه, ولا مُجتهداً إلّا وأستنقص من جُهدِّه, وهو بذلك يضّر نفسه ولم يضّر غيره, ولله درّ القائل " لله ما أعدل الحسد بدأ بصاحبه فقتله ".

ولو سخر هذا الحاسّد هذه الطاقات المنبثقة من نفسه المريضة؛ لأدرك بطاقته وعمله ما وصل إليه المحسود ولربما تجاوزه, ولكن هو المرض والعياذ بالله.

على مائدة الفِكر الأعوج !

مازال البعض يُقلل من شأن المرأة, ويتعامل ويتحدث عنها بإستنقاص, وهذا داء موجود في عقول كثير من المُجتمعات, وليس مُحتكراً على مجتمع بعينّه لا في السابق ولا في الحاضر.

ولو أستشعرنا معشر الرجال أي دعم ورونق وعظمة نلتمس من المرأة؛ لما تجرأنا أن نُقلل من شأنها أو نهضم حقها فضلاً عن التوافه التي ترسبت في عقول البعض كذكر إسم المرأة وغير ذلك من السخافات.

ولله الحمد مثل هذا الفِكر في إنقراض, وإن لم يكن, فهو ليس إلّا نقصّ في حاملِه.

على مائدة الفِكر الأعوج !

أن يُكثر الفرد الحديث فيما هو بعيد عن دائرة تأثيره؛ نعم يحسُن للمرء أن يكون مُطلعاً متنوراً, ولكن لا يحسُن أن يأخذه هذا الإهتمام فيبعده عن واجبته وأعماله الأولى, ودائماً على الفرد أن يحرص على إعادة النظر في أولوياته وأعماله؛ فيُباشر الأهم, ويخطط للمهم, ويؤجل غير ذلك.

ولكن للأسف أن البعض يكرّس طافاته وإهتماماته دون النظر إلى الأولويات وإمكانية التأثير, ولا يعمل على إكتساب كل ما يؤهله ليكون في موقع التأثير والتنفيذ؛ فيكون بعد كل هذا نموذجاً للعوج في الأولويات.

وحال هؤلاء كمن يجتهد ويقوم الليل صلاة وتلاوة وتسبيح ودعاء, وفي وقت صلاة الفجر تجدّهُ مع النيام؛ لهذا هو خلل في الأولويات عجيب غريب -نسأل الله الحماية-.

على مائدة الفِكر الأعوج !

الكثير من الآباء والأمهات يلّمُون الأبناء, ويكثرون التأفف والصريخ عليهم, ولربما الضرب المُبرح؛ لسبب أن هذا الإبن أو البنت قد أقدموا على خطاء ما, والوالدين بهذا يدفعون عن أنفسهم المسؤولية بإتباع هذه الطريقة -وإن لم يشعروا-.

والحقّ-في الغالِب- أن الوالدين هُما من يستحقان العقوبة والنّكال وليس الأبناء, فلولا الخلًل في المُدخلات لما كان الخلّل في المُخرجات.

فهذه أم مشغولة بالتنقل من بيت إلى بيت ومن مُناسبة إلى مُناسبة, وهذا أب غالِب وقتهِ مع الأصحاب والأحباب, أو قد ينشغلوا بما هو أهم من هذا, ولكن يظل للأبناء حقّ على الوالدين ليتفرغوا لهم إن كانوا مشغولين؛ فيفيضوا عليهم بالحب والحنان, ويزرعوا فيهم المبادئ والقيم والتعاليم العظيمة.

على مائدة الفِكر الأعوج !

حينما يُقدم أحد على خطاء, فنتسرع ونحكم عليه بالإعدام بأشكاله المعنوية المختلفة, ولا نتريث ولا نلتمس الأعذار, ولا نحاول تقديم المُساعدة له أو النظر في أصل المشكلة, وكأننا كُنا ننتظر مثل هذه اللحظة بفارغ الصبر.

والقليل من العُظماء من يمد يد العون وينتشل المُخطئ من مقبرة الخطاء ولا يدفنه فيها, وهذا هو الطبيعي فالنفوس العظيمة نادرة مثل الألماس والأقزام كُثر مثل التراب.

على مائدة الفِكر الأعوج !

أن نُسلط الضوء على المصالح الشخصية وندور في فلكها دون أدنى إعتبار للمصالح العامة, مع العِلم أن المصالح العامة إن ضاعت فهي أكثر فتكاً بالمجتمع ككل وكأفراد؛ لهذا لابد من الوعيّ وتقديم المصالح العامة المُستديمة على المصالح الشخصية المؤقته, وبالإمكان للحصيف أن يربط بين المصالح؛ فيصنع إنجازاً فردياً ذا مصلحة عامة, والنجاح الحقيقي لكل فرد هو جزء لا يتجزاء من نجاح الأمة.

على مائدة الفِكر الأعوج !

الركض في ميادين الإنفعال والغفلة عن ميادين الأفعال, وينسى الكثير أن ميادين الإنفعال لا تصنع إلّا بطولة وهميّة ذات صلاحية قصيرة؛ لأن أساسها طلب شُهرة وأدواتها بسطية سهلة عاطفة وكلام وكلمات, أما ميادين الأفعال فتصنع تلك البطولة التي لا تتوقف عند أي زمان أو أي مكان؛ لأن أساسها إخلاص وأدواتها علم وعمل وإيمان, فشتان بين الثرى والثريا.

على مائدة الفِكر الأعوج !

البعض يُقلل من شأن طلب المعرفة والبحث عنها؛ لأنهم يصرحون صراحة أنهم قد وصلوا لمرحلة لا حاجة لهم بالمعرفة؛ فتجد جُل أفكارهم تكرار, وإستنتاجاتهم مُتشابه تشابه الماء بالماء, وتكاد لا تجد أي جديد لديهم؛ لأن إذا كانت المُدخلات واحدة, وأسلوب التفكير واحد, فمن أين يأتي الجديد.

ولو كان للجهل قمة؛ لتربع عليها أمثال هؤلاء -المُستغنون عن المعرفة-.

على مائدة الفِكر الأعوج !

الإعتماد على المظاهر الشكلية في الحُكم على الناس والتعامل معهم.

فقد تجد شخص لا يظهر على شكله أي معلم من معالم الصلاح, ولكن قلبه عامِراً بحب الله وذِكره, ويحمل في نفسه همّ أمّة, ويطرق من أبواب الخير.

وقد تجد شخص يظهر على شكله الكثير من معالم الصلاح, ويكون أقل بقليل ممن لا يظهر عليه ذلك.

وقد تجد شخص يجمع الإثنين؛ فيكون خيراً على خير.

ولله درّ ابن دريد في قوله:

والناس كالنبت فمنهم رائق .. غض نضير عوده مُر الجنى
ومنه ما تقتحم العين برؤيته .. فإن ذقت جناه انساغ عذباً في اللها

على مائدة الفِكر الأعوج !

الحديث بفوقية وسخرية مع الغير من الأمور المقيته, بذات حينما يكون الحديث موجّه إلى جماعة أو شعب, فالبعض يُمارس هذه الفوقية وكأنه يمتلك مواهب خارقة أو موارد خاصة, وللأسف حينما يكون الحديث بلسان الشعوب فيتحدث البعض مثل اليهود بدعوى أنهم شعب الله المختار.

التواضع والحديث تجاه الأفكار وإحترام الغير مهما كان توجّههم فضيلة لا يقدِّر عليها من كان قليل علم وحكمة.

على مائدة الفِكر الأعوج !

التسرُع وعدم أخذ المشورة والإعتماد فقط على الرأي الواحد, بداعي سداد الرأي وعدم التراجع وقوة الحجّة.

كل هذا لا يدل إلّا على قِلة الوعيّ, فأي ظهر ومعين -بعد الله- كالأستشارة, ومن يكره أن يضيف لعقلِه عقل آخر.

ويبقى البعض يخلط بين أن يستشير وأن يتبع, فأن تستشير يعني أنك تسأل وتحدث غيرك ببعض الأفكار؛ فيضفوا لك سواء بالرفض أو الإتفاق أو رأي آخر, ومن ثم تُفند أنت ما تُريد, وتضيف من هذا الفكرة وتزيد, وتضع بصمتك الخاصة في النهاية على ما تُريد وفق المبادئ والقيم والمنطلقات التي تؤمن بها والأهداف التي تنشدها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://akbarhelwan.yoo7.com
 
على مائدة الفِكر الأعوج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
(( اخبـــــــار حلــــــوان )) :: (الـمنتديات الترفيهيه) :: مـــنتدى الـشعر وأبـداع-
انتقل الى: