مصر: مخاوف بعد «فتوى الآثار».. ومطالبات بتدخّل الأزهر

المصدر: خالد محمد علي ــ القاهرةالتاريخ: 10 أكتوبر 2010
الفتوى أجازت حق التصرّف بالآثار وهو ما يجرّمه القانون. رويترز
أثارت فتوى الداعية الاسلامي، محمد حسان، حول حق الناس بالتصرف في الآثار، موجة غضب واسعة في الشارع المصري، خصوصاً بين علماء الاثار والمثقفين، وفيما اعتبر البعض الفتوى دعوة الى سرقة آثار مصر، اعتبرها اخرون تقويضاً للنظام القانوني الذي يجرّم الاتجار في الاثار. وقال الدكتور بمعهد آثار الاقصر، مصطفى كمال، إن الفتوى يمكنها ان تحدث حالة من الخراب والفوضى في صعيد مصر، حيث يسكن الناس على ثروة اثرية هائلة تقدر بمليارات الدولارات، خصوصاً في محافظة الاقصر التي يعيش اهلها فوق المقابر الفرعونية منذ 7000 سنة.

وقال كمال لـ«الإمارات اليوم» إن الفتوى تحسم الصراع لمصلحة اللصوص الذين يدخلون في معركة مع الدولة منذ الاف السنين وقاموا بسرقة وتهريب اهم القطع الاثرية التي تتزين بها العواصم الاوروبية الان. واوضح ان الناس في الصعيد يحرسون الاثار بحمية وطنية ودينية رغم فقرهم، ومثل هذه الفتاوى تمثل لهم مخرجاً دينياً للاستيلاء على ثروات البلاد، محذراً من وجود عصابات دولية جاهزة لتفعيل الفتوى، وضخ ملايين الدولارات في جيوب الناس.

وكان الشيخ حسان قد أجاب من خلال برنامجه على شاشة فضائية «نسائم الرحمة» التي يمتلكها عن سؤال حول حكم بيع الآثار بقوله: «إذا كانت في أرضٍ تملكها أو في بيت لك فهذا حقك، ورزقك ساقه الله لك، ولا إثم عليك ولا حرج، وليس من حق دولة ولا مجلس ولا أي أحد أن يسلبك هذا الحق، سواء كان ذهباً أو كنزاً.

وأضاف «أما إذا كانت تلك الآثار تجسد أشخاصاً، فعليك أن تطمسها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيعها، ومن حرم بيعه حرم ثمنه، وأما إن كانت هذه الآثار في أرض عامة تمتلكها الدولة فليس من حقك أن تأخذها أو تهرّبها أو تسرقها أو تبيعها، فهذا حرام ومالها حرام. واعتبر رئيس قسم الدراسات الثقافية بمكتبة الاسكندرية، حسام تمام، ان خطورة الفتوى انها تأتي من اهم واشهر رموز التيار السلفي في البلاد، وهو التيار المنتشر بكثافة بين الفئات الفقيرة والمتوسطة. وقال تمام لـ«الإمارات اليوم» إن فتاوى حسان يتلقفها الناس باعتبارها مطابقة لصحيح الدين، وهو ما يمكن ان يضع الدولة المصرية أول مرة في تاريخها في مواجهة مع شعبها الذي حافظ على تاريخه وتراثه منذ الاف السنين. وطالب تمام بسرعة تدخّل رجال الازهر الشريف لمواجهة اثار الفتوى، معتبراً ان الاكتفاء بفتوى التحريم السابقة للازهر لم يعد مقبولاً. واعتبر مستشار أمين عام المجلس الأعلى للآثار، الدكتور مختار الكسباني، أن الفتوى التي أصدرها محمد حسان بخصوص بيع الآثار فتوى تحلّل السرقة والنهب والتنقيب عن الآثار، وهو ما يجرّمه القانون.

ووفقاً لما جاء بالبلاغ الذي تقدّم به محمود عبدالله الزهيري، وهاني زكريا، ودينا أمين جاد، والذي حمل رقم 17586 لسنة 2010 عرائض النائب العام، أن تلك الفتوى تعني أن جميع الآثار التي يتم العثور عليها في أرض مملوكة لأي شخص، هي ملك له يحق له امتلاكها وبيعها والانتفاع بثمنها، وهو الأمر الذي يخالف القانون الذي يجرّم تداول الآثار بأي شكل من الأشكال، وحدد القانون في نصوصه القاطعة عقوبات لمن يقترف الجرائم التي يرتكبها مجرمو الآثار، فضلاً عن أنها تخالف القوانين الملزمة بها مصر بموجب اتفاقية اليونسكو لعام ،1970 التي تلزم مصر بحماية آثارها.

ووصف مقدّمو البلاغ أنفسهم أنهم مصريون لديهم الوعي الحقيقي للاهتمام بمصر ومستقبلها والحفاظ على تراثها، وإنقاذ الآثار المصرية، ومواجهة الجهل والسيطرة على عقول البسطاء من الناس، ودفعهم الى التفكير وليس تقديس الأشخاص.

أرسل إلى صديق بريدك الإلكتروني البريد الإلكتروني لصديقك رسالة مواد ذات علاقة
‏محمد سيد طنطاوي..رجل مثير للجدل‏
"ارضاع الكبير" و"تحليل الغناء".. احتدام "حرب الفتاوى" في السعودية
رجال دين يرفضون فتاوى «القتل والتكفير» جزافاً
حرب الفتاوى تحتدم في السعودية
أزمة «تحريف القرآن» تتصاعد في مصر
تعليقات
احمد المصرى (زائر) 10 أكتوبر 2010 12:17 ارجو وضع الكلمات فى نطاقها الصحيح ومراجعة الشيخ فى لقاء عام يحضره الازهر لبيان مقصد الشيخ من الفتوى
محمد عادل (زائر) 10 أكتوبر 2010 12:17 ايه الغلط في كدة الي في ارضك ليك هو الواحد لما يشتري ارض بيشتري الوش بس ولا الارض فوق وتحت وكل حاجة وانا بقول الكلام دة علشان انا ابويه اشتري ارض بقالة 3سنوات لم يستلمة كل شوية يقولو تنقيب وكلام فاضي
احمد (زائر) 10 أكتوبر 2010 12:05 اي فتوى ليس مصحوبه بدليل واضحه وقاطع فترد .. فاذا الشيخ حسان اتى بدليل قاطع على ما اعتقد
ســــــــــــــــراب (زائر) 10 أكتوبر 2010 11:58 سبحان اللــــــه عيل انا الحين لو وجدت شيء من الاثار في بلادنا مثلا ربطة صمون يابسه ومتحجره ومضى عليها آلاف السنين حرام أبيعها ؟ ،، ياخي هذا اللي قدم البلاغ سامحوني سفيه واقول خافوا اللـــــه في علمائنا ،، وعسى الله يحفظ الشيخ وين ما كان اللهم آمين .
ممدوح (زائر) 10 أكتوبر 2010 11:00 أقول لمن تقدم بالبلاغ إتق الله وأى جهل تريد أن تواجهه الناس أهو فتاوى ومواعظ الشيخ محمد حسان وأمثاله من المخلصين اللذين بصروا الناس بأمور دينهم ودنياهم بعد أن عاشوا سنوات طويله لايعلمون شيئا عن أساسيات الدين فضلا عن فروعه
حسن بولويز (زائر) 10 أكتوبر 2010 10:13 الله ينورعليك يا ظفران صاحب التعلين اوافقك الراى اداكانت الدولة حقانية وتحب ماضيع حقوق مواطنيهاا.
بو فهد (زائر) 10 أكتوبر 2010 09:06 في تناقض بالمقالة. مكتوب إن المصريين حافظوا على آثارهم لآلاف السنين، وفي المقابل مكتوب إن كثير من هذه الآثار سرقت وبيعت وتتزين بها العواصم في أوروبا!
عبدالله بن عبدالله (زائر) 10 أكتوبر 2010 09:06 لا يستطيع اي فرد وفي اي جيل ان يملكها سواء كانت في ارضه او ارض الحكومه واقول للذين يؤيدون الفتوى هل ترضى ان يبيع احد اّثار بلدك والاّثار هي تاريخ البلد للاجانب وتعرض في بلادهم بدل من ان تعرض على ارضك فصاحب الارض الذي يجد فيها اّثار يجب ان تدفعه امانته ووطنيته وحبه لوطنه لتسليمها للدوله والا يعتبر مختلس لاملاك الدوله مع احترامي للفتوى التي تشجع على تهريب اّثار مصر للاجانب واقول لابو محمد ان اّثار الكافرين الذين سبقوا الاسلام هي جزء من تاريخ البلد ولو لم يكن لهم شأن تاريخي لما ذكروا في القراّن.
أحمد (زائر) 10 أكتوبر 2010 08:59 الشيخ محمد حسان من أفضل و أصدق الدعاة الموجودين فى مصر حالبا و منذ فترة نحسبه كذلك و لا ازكيه على الله و مشهود له بالحب الجارف و الاتباع من قبل مختلف الاعمار فلابد من التأكد من مدى صحة هذا الكلام قبل أن نحكم عليه.
أحمد (زائر) 10 أكتوبر 2010 08:58 الشيخ محمد حسان من أفضل و أصدق الدعاة الموجودين فى مصر حالبا و منذ فترة نحسبه كذلك و لا ازكيه على الله و مشهود له بالحب الجارف و الاتباع من قبل مختلف الاعمار فلابد من التأكد من مدى صحة هذا الكلام قبل أن نحكم عليه.
بو محمد (زائر) 10 أكتوبر 2010 08:42 الشيخ محمد حسان وضح الفتوى في اتصال مع قناة الحزيرة..والموضوع اخذ اكبر من حجمه..يعني الحين محمد حسان صار هو سبب خاب الآثار في مصر؟؟؟ ما هي الآثار رايحة فيها سواء من الحكومة او غيرها
بو سيف (زائر) 10 أكتوبر 2010 08:41 شو الغلط اللي قاله الشيخ؟؟!!!!
مستغرب (زائر) 10 أكتوبر 2010 08:33 سبحان الله القانون يحرم على صاحب الملك الإنتفاع بملكه، ويحلل للدوله الإستيلاء على أملاك الناس بدون حق وبدون تعويض. قانون قراقوش.
salim (زائر) 10 أكتوبر 2010 07:59 وقال تمام لـ«الإمارات اليوم» إن فتاوى حسان يتلقفها الناس باعتبارها مطابقة لصحيح الدين،
بو محمد (زائر) 10 أكتوبر 2010 07:58 فتوى الشيخ محمد حسان ما جت من الهوى وهي واضحة وصريحة فكفى يا من تنعتون الاخرين بالجهل بالتطبيل والتزمير ويا الحكومة المصرية اذا بعدكم ما فهمتوا الفتوى ففي ردين للأخ أبو محمد والطفران اسهل منهم مافي او بالأحرى مفيش وصبااااااااااااح يا مصر
salim (زائر) 10 أكتوبر 2010 07:57 الشيخ محمد حسان من علماء السلف ومعناه من السلف اي يفتي بدليل وارجوا من يخالف الشيخ في الفتوى ان لا يتهم الشيخ في شخصه او منهجه وكل ما في الامر ان يختلف مع الشيخ في هذا الموضوع وشكرا
عابر سبيل (زائر) 10 أكتوبر 2010 07:52 السلام عليكم "فإن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا" اتقوا الله يا جماعة الرجل سمعته بأذني على قناة الجزيرة يدحض هذا الكلام ويقول أنه نقل عنه بتحريف عن فتوى قديمة وليست جديدة أو كما يزعمون وأوكل في كلامه أمر الآثار إلى الدولة، اتقوا الهه في علمائنا
ابومحمد (زائر) 10 أكتوبر 2010 07:18 هذه الفتوى مطابقة للشريعة الاسلامية لان هذه الاثار التى تخص الكافرين فيما سبق قبل الدولة الاسلامية تسمى الركاز فهى إن كانت تخص دولة الكافرين من الفراعنة فهى ملك للشخص الذى يعثر عليها بشرط أن يخرج عنها زكاة الركاز وهى الخمس وإن كانت هذه الأثار تخص الدولة الإسلامية فلا يحق له التصرف بهذا الأثر لإنه يخص المسلمين ويسلمه من يعثر عليه لبيت مال المسلمين ليتم نفقته على الفقراء والمساكين ومصالح الدولة الإسلامية فالشيخ لم يخطأ ولم يحض على السرقة
طفران (زائر) 10 أكتوبر 2010 06:37 من وجهة نظر خاصة .الفتوى منطقية.بالقانون ما في ارضك هو لك.أما الاعتداء على أرض الغير أو الأراضي المملوكة للدولة لا يحق لأحد الاستيلاء عليها.واذا كانت الحكومة تخشى من ضياع الآثار وليس سرقتها.تستطيع فرض قانون بأن اي صاحب أرض يكتشف آثار في أرضة ان يبلغ الحكومة وهي تشتريها منه وتحافظ عليها.لأن الحكومات هي المعنية أولا بالماضي والحاضر والمستقبل.

أكتب تعليقك هنا
كل التعليقات خاضعة للمراجعة وسيتم نشرها بعد مراجعتها. يرجى العلم أن بريدك الإلكتروني لن يكون ظاهراً للقراء.

إسمك:
البريد الإلكتروني:
رسالة:
يرجى العلم أن إرسالك التعليق يعني موافقتك على شروط وأحكام نشر التعليقات على موقع "الإمارات اليوم"
للاطلاع على الشروط والأحكام يرجى الضغط على رابط الشروط والأحكام